ألم يكن من الأفضل أن يحتفظ في ذاكِرَتِه ببعض أحلام الآخرين ليستخدمها الآن، مُتناسِياً فشله في تكوينِ أحلامه الذاتيّة، بينما يهوى جسده للأسفل وتُجاهد روحه كي تتشبث ببعض الأنفاس عَلّها تنجح في العبور إلى الضفة الآخرى من السماء!
مازال يذكر المرة الأولى حين حدَّثَهُ والده عن تراث عائلته الذي بدأ منذ الأزل -لا أحد يعلم تحديداً من بدأه أو متى- لكنّه ظَلَّ تِقليداً مُتوارثاً في العائلة؛ أن يُنجبَ الأب منهم ذكراً واحداً فقط ليحمل إرثَ العائلة ويملك القدرة على صناعة أحلام الآخرين، حتّى حين حاول بعضهم أن يخرق التقليد ويستزيد من الأبناء، لم ينجُ منهم سوى ذكرٌ واحد
بالطبع فكر البعض - على طول تاريخهم- أن يختص نفسه ببعض الأحلام أو أن يستأثر بأمنيةٍ معيّنة، ولكنهم باءوا بالفشل واحداً تِلوَ الآخر؛ فقد أَبَتْ الأقدارُ -حين وهبتهم القدرة على صناعة الأحلام- إلا أن تسلبهم الطاقة على أن يحلُموا لأنفسهم. حَتّى من حاول منهم التخلص من تلك اللعنة -كما أطلق عليها البعض- لم يُفلح في مفارقتها إلّا بالموت
والآن وقد اندثر والده، قد بات لِزاماً عليهِ أن يعمل على إيصال الأحلام من السماء إلى منامات أهل الأرض.
في البِدْء حاول أن يفك ما يحمله من طلاسم وترانيم وأهازيج، حاول أن يمزجها سوياً لكنّه لم يستطع أن يصل إلى شيءٍ مفهوم، غَيّرَ كثيراً في النِسَبِ وفي التوافُقات لكنّها أبداً لم تُعطِهِ شيئاً ذو معنىً، حتّى أنّهُ حاول مِراراً أن يسرِق أحلام الآخرين -وهي في طَوْرِ التكوين- وسكبها داخل جمجمته، لكنّهُ ظَلَّ مُصمتاً -كما كان آباؤُه من قبله- لا يشعر بشيءٍ ولا يحصل على شيء
رُبَّما الخُدعةُ تكمُن في أنَّك لا تجمع بين مزج الأحلام و رُؤيتها! رُبَّما فقدُ القُدرةِ على صنع الأحلام هو سبيله الوحيد للاستمتاع بها
ألم يكُن من الأفضل أن يحتفظ في ذاكرته ببعض أحلام الآخرين ليستخدمها الآن
!
مازال يذكر المرة الأولى حين حدَّثَهُ والده عن تراث عائلته الذي بدأ منذ الأزل -لا أحد يعلم تحديداً من بدأه أو متى- لكنّه ظَلَّ تِقليداً مُتوارثاً في العائلة؛ أن يُنجبَ الأب منهم ذكراً واحداً فقط ليحمل إرثَ العائلة ويملك القدرة على صناعة أحلام الآخرين، حتّى حين حاول بعضهم أن يخرق التقليد ويستزيد من الأبناء، لم ينجُ منهم سوى ذكرٌ واحد
بالطبع فكر البعض - على طول تاريخهم- أن يختص نفسه ببعض الأحلام أو أن يستأثر بأمنيةٍ معيّنة، ولكنهم باءوا بالفشل واحداً تِلوَ الآخر؛ فقد أَبَتْ الأقدارُ -حين وهبتهم القدرة على صناعة الأحلام- إلا أن تسلبهم الطاقة على أن يحلُموا لأنفسهم. حَتّى من حاول منهم التخلص من تلك اللعنة -كما أطلق عليها البعض- لم يُفلح في مفارقتها إلّا بالموت
والآن وقد اندثر والده، قد بات لِزاماً عليهِ أن يعمل على إيصال الأحلام من السماء إلى منامات أهل الأرض.
في البِدْء حاول أن يفك ما يحمله من طلاسم وترانيم وأهازيج، حاول أن يمزجها سوياً لكنّه لم يستطع أن يصل إلى شيءٍ مفهوم، غَيّرَ كثيراً في النِسَبِ وفي التوافُقات لكنّها أبداً لم تُعطِهِ شيئاً ذو معنىً، حتّى أنّهُ حاول مِراراً أن يسرِق أحلام الآخرين -وهي في طَوْرِ التكوين- وسكبها داخل جمجمته، لكنّهُ ظَلَّ مُصمتاً -كما كان آباؤُه من قبله- لا يشعر بشيءٍ ولا يحصل على شيء
رُبَّما الخُدعةُ تكمُن في أنَّك لا تجمع بين مزج الأحلام و رُؤيتها! رُبَّما فقدُ القُدرةِ على صنع الأحلام هو سبيله الوحيد للاستمتاع بها
ألم يكُن من الأفضل أن يحتفظ في ذاكرته ببعض أحلام الآخرين ليستخدمها الآن
!