Friday, July 10, 2009

الفارق

هذا هو الفارق بين الهواة والمحترفين
رددتْ تلك الجملة على مسامعي ونحنُ نُطالع النص سوياً وللمرة السابعة في مُحاولةٍ يائِسة لإصلاح التركيبة الدِرامية وإيجاد النهاية المناسبة .
رفعتُ رأسي نحوها في بطء فوجدتُها تبتسم في نعومةٍ -لا تفتقر إليها- ولكن ما شدني هو نظرة التعاطف العجيبة في عينيها . عدلت من وضع منظاري الطبي ورحت أتأمل عينيها كما أحببتُ دوماً ولكنها كعادتها أشاحت بوجهها عني ونظرت باتجاه النافذة الوحيدة في الغرفة ثم استدارت نحوي فجأة وقالت " أنت تعلمُ كم أكره أن تنظر في عينيّ " .
تابعتُ النظر إليها في صمتٍ -لم يقطعهُ سوى صوت الريح تضربُ النافذة وكأنها تستجدينا أن نسمح لها بالدخول- ثم قلتُ لها في حِدة " وأنت تعلمين كم أكره نظرات الشفقة وكلمات الرثاء " . عقدت حاجبيها ونظرت نحوي في استغراب فأردفت وأنا أعيد ترتيب الأوراق : " أتدرين ما المشكلة؟ أني في كل مرة أفقد السيطرة على الأشخاص ؛ فبدلاً أن أتحكم أنا في الأحداث، أجدني أسير إلى حيث لا أدري ولا أريد " .
ضحكت في هدوءٍ –على غير عادتها- ثم نهضت لتلملم معي بعض الأوراق . رفعتُ رأسي إليها ثانية فرأيتها تبتسم في رقةٍ -لم أرَها من قبل- ثم قالت " الفارق بين الهواة والمحترفين لا يكمن في السيطرة، لكن في الإرادة"

تمت



No comments:

Post a Comment