Monday, March 29, 2010

أول ماهيه

نزلت بدري و قلت لأمي، أنا رايح أقبض أول ماهيه

مش خمسميه ولا ربعميه، دي هي ميه و عليها ميه

وصلت بدري و فضلت واقف، و جم قالولي الدور عليا

أول ماهيه لما إداهولي، لقيت فلوسي ناقصين شوية

و لسه هسأل خصمولي إمتى، قالولي لما اتقفل عليا

و خصموا تاني ف يوم ماجاني دكتور خنيق و رخم عليا

و خصموا أكتر ف يوم غيابي و يوم ما خدت بوكس ف عنيا

حطيت فلوسي ف قلب جيبي و قلت هاكل أنا و صحابي لقمة هنيه

أكلنا حبه و مشينا حبه و لقيت فلوسي نقصت شويه

و قلت لازم أشحن موبايلي عشان رصيدي تعبان شويه

و روحنا نيجرو و لعبنا فيفا و فضل معايا ييجي نص ميه

و جيت مروح قالولي لازم نجيب لبابا وماما هديه

رجعت بيتنا جيوبي فاضيه و الواد أخويا اتريق عليا

و بكره هاخد مصروفي تاني و الاسم دكتور قابض ماهيه

Friday, March 26, 2010

هرتلة

36 يوم من غير ماكتب حاجة جديدة، 36 يوم من غير مامسك الورقة و القلم، المشكلة  إني كل ماتيجي ف بالي فكرة و أبدأ أكتبها بحس إنها تافهة و ماتستاهلش أو إني مش هعرف أعبر عنها بطريقة مختلفة ، بطريقة تخليها تستحق القراية . إزاي أساسا الناس هتقتنع بالحاجات اللي أنا بكتبها لو ماكنتش أنا نفسي مقتنع بيها

الناس و آه من الناس، دايماً أكبر مشكلة ليا هي علاقاتي مع الناس، يا إما إني بديهم أكتر مما يستاهلوا و أكتر من حقهم، بحترمهم أكتر من اللازم و بديلهم قيمة أكتر مما يستاهلوا، يا إما ناس تانية مش بعاملهم بالتقدير و الاحترام اللي يستاهلوه، أعتقد إني محتاج أعدل من منظوري في الحكم على الناس، لأن اتضح فعلاً إن وجهة نظري فيها كتير من السطحية و الأخذ بالانطباعات المسبقة للآخرين و ده أكبر غلط

الغلط التاني بقى هو إني لازم أتحكم أكتر في علاقاتي بالآخرين، أنا لما بتعلق بحد بتعلق بيه زيادة عن اللزوم، أحياناً بيكون الشخص ده قد الحكاية دي و بيبادلني الاهتمام بزيه ، لكن أغلب الأوقات بيكون غير كده و الحكاية بتتقلب معايا و بدل ما أنجح في اكتساب ثقته بوصل معاه لخانة اليك. مش بس لما بتعلق بحد، لكن أنا برده لما بكره حد أو أتخنق من حد بوصل معاه لأقصى درجة و ده برده غلط لأن بالتأكيد ماحدش يستاهل أتعلق بيه أكتر من الحد و برده محدش عملي حاجة تستاهل أكرهه قوي كده

نسيب بقى الناس و نرجع لموضوع الكتابة، مش عارف دي نعمتي الأعظم و الهبة الأكبر ليا و لا هي اللعنة اللانهائية لحياتي. أنا عمري ما قلت على نفسي إني كاتب عبقري أو إني بعمل حاجة ماحدش يعرف يعملها غيري، بس أعتقد إني دايماً كان عندي حاجة بحاول أقولها أو فكرة بحاول أعبر عنها. كان دايماً الحلم الأكبر بالنسبالي هو إني أوصل للناس و أفرق معاهم بجد، بس اتضح إن الحكاية أكبر من كده بكتير

المجتمع الأدبي من أوله لآخره بكل الأشخاص و المؤسسات اللي فيه بيتسم بحاجة مهمة جداً ، الشللية. كل مجموعة أصحاب مع بعض بيكونوا شلة فيما بينهم و بيقفلوا على نفسهم و بيعيشوا بمنطق إنهم صح و الباقي كله غلط و إنهم لوحدهم اللي فاهمين كل حاجة و باقي البشرية مجرد أراجوزات و خيالات و مدعي موهبة. و طبعاً أي حد من بره الجروب أو الشلة أو المجموعة مهما كان كويس أو مختلف أو بيعمل حاجة فهو يبقى بالنسبة لهم مجرد غريب مالوش أي قيمة ولا أي أهمية ولا أي احترام

مش عارف ايه مشكلة عدم التركيز دي، كل ماجي أتكلم عن الكتابة ألاقيني بروح أتكلم عن الناس و علاقتي بيهم أو بالأحرى فشل علاقتي بيهم. نسيب الناس في حالهم و نسيب الكتابة في حالها و أتكلم عني شوية، أصلي اتضح إني بقالي كتير و كتير قوي متاخد مني، متاخد من الحاجات اللي بحبها و الناس اللي نفسي أكون معاهم و الحياة اللي اتعودت عليها. أكيد التغيير هو سنة الحياة و ده شيء طبيعي بس أنا فعلاً مش بحب التغيير ولا بعرف أتكيف معاه بسهولة . أنا محتاج أمسك زمام حياتي من تاني و أعرف أتحكم فيها، محتاج أشوف الدنيا بشكلها اللي انا عايزه مش بشكلها المفروض عليا، أنا عارف إن ده صعب بس على الأقل لازم ماسيبش نفسي كده، لازم أحاول أصلح الأمور من تاني

يا كل الناس اللي أنا مخنوق منهم، و كل الناس اللي ضايقوني أو زعلوني أو تهكموا عليا، يا كل الناس اللي ما أنصفونيش ولا احترموني و لا قدروني زي ما كنت أستحق ....أنا هعمل معاكوا زي أمل دنقل " يا قاتلي إني عفوت عنك، في اللحظة التي استرحت بعدها مني ... استرحت منك" أنا لا أملك لكم إلا إني أقول اذهبوا بسلام فأنا لا أحمل لكم أي ضغينة، أنتم تركيبتكم كده و أنا تركيبتي كده و مش مقدر لنا إننا نتوافق مع بعض، و أوعدكم إني هعتبركم غير موجودين في حياتي بالمرة

و يا كل الناس اللي أنا مقصر في حقهم، و كل الناس اللي أنا اتخليت عنهم في وقت ما احتاجوني، يا كل الناس اللي كانوا بيحترموني و نزلت من نظرهم، يا كل الناس اللي بحبهم و  يا كل حاجات الدنيا الحلوة، يا حياتي اللي لازم أعيشك ... أنا آسف و ياريت ننسى اللي فات و نبتدي صفحة جديدة ، ممكن؟

Wednesday, March 24, 2010

أم

أُم ....!!
كـم مـرةٍ جلسـت ترقـب ذات المشـهد من الشـرفة الخارجـية؟ هي لا تذكـر بالضـبط رقـماً مـحدداً. الأمـر أشبـه بحـقن الأنسولـين, التـي يتعاطها مرضـي السـكر يومياً. بعـدد الأيـام, والشـهور, والسـنين جلـست. لـكن الـيوم يختلـف عـن سـابقيه, أحست هي بذلك.

يا الله! أحـقاً مضـي علـيها ثـلاثة أعـوام في ذلك المـكان؟ فكـرت, وهـي ترمـق الشـوارع شـبه الخـالية, ثم أطـرقت في شـجن. صحيح أنها وجدت في ذاك المكان ملاذاً بديلاً, صحيح أن نفقاتها تأتي إليها في الميعاد المحدد، وكل رغباتها تجاب بمجرد أن تطلبها, لكن طوال تلك الفترة لم يزرها أحد، ولم يطمئن عليها أحد، بل إنها حتى لا تراهم وهم يدفعون تكاليف إقامتها في الدار .
                
في الماضي كانت تجهد نفسها في إيجاد الحجج و خلق الأسباب التي تبرر إهمال أبنائها لها و انقطاعهم عن التواصل معها . فتارة توهم نفسها بكثرة مشاغلهم و تعدد ارتباطاتهم و انغماسهم في خضم الحياة اليومية ، و تارة أخرى تخبر نفسها أنهم لابد و سافروا لقضاء الإجازة في الخارج أو ما شابه. لكن توالي الأيام و تعدد الفرص و الأعياد و الإجازات بدون أي محاولة تواصل ولو حتى عبر الهاتف، جعلها تفقد اقتناعها بأي من تلك الأسباب .

برغم من إحساسها بالخيبة و بألم الوحدة، فإنها راحت تتهم نفسها بأنها ربما كانت قاسية بعض الشيء في معاملتهم و تربيتهم، ولكن ذلك كان بدافع حرصها عليهم و رغبتها في توفير الأفضل لهم و لابد أنهم يدركون هذا الآن .

ثم إنها كانت كثيرة التذمر و كثيرة الشكوى في الفترة الأخيرة، ربما ضاق بها الأبناء و بمحاولاتها المستمرة للتدخل في حيواتهم الخاصة و رغبتها في تنشئة الأحفاد على الطريقة التي تراها مناسبة . ربما ملّ الأبناء من كآبتها الدائمة و حزنها المستمر، فقرروا أن ينقلوها إلى مكان أهدأ، علّها تجد فيه بعض السكينة التي افتقدتها في منزل الأسرة .

ربما .. وربما .. وربما .. احتمالات كثيرة و أفكار لا حصر لها أخذت في التهام عقلها و روحها في قسوة، مما دفعها إلى الانغلاق على نفسها و الانعزال عن باقي نزلاء الدار و عن كل ما حولها، بل إنها أصبحت أكثر صلفاً من ذي قبل و أصبحت عدوانيتها تطول كل من حاول التقرب منها و التلطف معها .

والآن و بعد مرور ثلاث سنوات من انتقالها للإقامة في الدار، أرهقتها الظنون و آلمها سياج العزلة و الحدة الذي فرضته على نفسها، قررت استجماع ذلك القدر المتبقي من الشجاعة لتتغلب على ما تبقى لديها من عرقها التركيّ المغرور. قررت أن تستجمع قواها و تذهب للسؤال عن أولادها، فهم رغم كل ما فعلوه و رغم كل ما قاسته من هجرهم وكل ما لاقته من جحودهم يظلوا أبناءها و فلذات كبدها و من حقها عليهم أن يراعوها و أن ترى أحفادها ولو لمرة واحدة .

ذهبت إلى حيث تجلس السيدة "سعاد" مديرة الدار، وجلست تتطلع نحوها في صمت، حتى بادرتها السيدة سعاد :" ماذا هناك يا مدام صفيّه؟ لعله خيراً ."
تطلعت نحوها صفيّه في حرقة ثم أجابت في تردد : " أُ .. أُريد أن أسأل ..... عن أولادي، لماذا لا يأتون لزيارتي؟ " . "أريد ..  أريد عن أتصل بأحدهم، إذا سمحتي" .

نظرت نحوها "سعاد" في أسى، ثم أجابت : " لقد تأخر هذا السؤال طويلاً، ولكنني كنت أنتظره على أية حال" .
لم تفهم "صفيّه" ما قالته، فنظرت نحوها في ارتياب و غمغمت : " ماذا تقصدين؟ أنا لا أفهم شيئاً ."
تطلعت نحوها سعاد في شفقة، و أكملت : " في الأول من كل شهر، يأتينا مبلغ من المال مع تلك السيدة الأنيقة الغامضة و تقول أنها فاعلة خير. أما أولادك فللأسف لا يمكنهم زيارتك أو التواصل معك . "

تلّقت "صفية" الخبر كالصاعقة، ألهذه الدرجة تركها أبناؤها، ألهذه الدرجة تنكرت لها عائلتها، أوصل بها الحال إلى العيش من مال الصدقات ومما ترسله فاعلة الخير الغامضة تلك، ألهذه الدرجة .. !!

همّت "صفية" بالنهوض و العودة إلى غرفتها، و لكن السيدة "سعاد" استوقفتها قائلة: "بعد أن أحضروك إلى هنا بأسبوع واحد، و أثناء قدومهم لزيارتك، تصادمت سيارة أبنائك مع حافلة ضخمة، فانقلبت بهم السيارة و لقي الثلاثة مصرعهم" .

تلقت "صفية" الخبر في صمت، لم يبدُ عليها أنها تأثرت بما سمعته، بل لقد بدا و كأنها لم تسمع حرفاً واحداً  مما قالته السيدة "سعاد" .
نهضت في ذهول، و صعدت إلى غرفتها في ديناميكية عجيبة كالإنسان الآليّ أو كالمسلوبة إرادته .

عندما دخلت إلى غرفتها، بدا و كأنها قد استوعبت أخيراً ما سمعته، حاولت الصراخ و البكاء والنحيب، حاولت أن تبدي أي من علامات الحزن المعتادة لدى النساء، ولكنها لم تستطع، و كأنما كل حواسها قد أصابها الشلل أو التبلد .

" مات أولادك الثلاثة يا صفية، ماتت فلذات كبدك أيتها المرأة الشقية، ذهب كل ما بقي لك في الحياة أيتها التعِسة . و أنت أيتها العجوز الحقيرة ظننتِ أنهم أهملوكِ و اتهمتهم بالجحود، أيتها الخرفة . ما أتعسَكِ و ما أقسى قلبك يا صفيّه،  ما أشقاكِ من أم !!! . إنك حتى لا تستحقين هذا اللقب أيتها الشمطاء، إنك حتى لا تستحقين الحياة. و هل يكون للحياة قيمة بعد رحيل الأحبة؟! "

راحت تردد تلك الجملة الأخيرة في ذهول حتى تردد صداها داخل كل خليةٍ من خلايا جسدها الضعيف، راحت ترددها حتى تشربها ذهنها و تشبع بها جسدها كله فصارت لا ترى أمامها إلا وجوه من رحلوا. وجدت نفسها تتجه إلى الشرفة في صمت، و تقفز بكل ما أوتيت من وَهَنْ .....

Tuesday, March 23, 2010

استسلام

حتى لو أنا مابجيش على بالك
حتى لو أنتي اخترتي بعادك
و ارتحتي ف تقلك و عنادك
و قدرتي على دقة قلبك
برده بحبك
و بحب وجودك ف حياتي
و بحب أكون دايما جنبك
رغم إن أنا عارفك كارهاني
و كارهه وجودي
و كارهه إني أفضل عايش جوا حدودك
رغم إن أنتي خلفتي وعودك
برده بحبك
و بقولك برده وحشتيني
حتى لو أنا مش واحشك
حتى لو أنتي البعد ف عينك أحلى
حتى لو الأيام بتعدي عليكي تزيدك قسوه
برده تزيدي ف قلبي غلاوة
و برده بحبك

Monday, March 15, 2010

شمعة

انتهى من تعليق الزينات على الحوائط، أنهى ترتيب كل شيء، ألقى نظرة سريعة على صالة منزله، كل شيء معد تماما للاحتفال

انطلق إلى غرفته وأخرج أفضل ثيابه و ارتداها، فقط بضع رشات من عطره المفضل و يصبح هو أيضا في أفضل صورة و في أتم استعداد

أخرج من ثلاجته الكعكة التي اشتراها باكرا، أحضر سكينه، طبقا واحدا و شوكة واحدة و وضعها جميعا على منضدته، الآن أصبح كل شيء جاهزا

رغم أن أحدا لم يذكره من سنوات، رغم أن أقرب أقربائه ضنوا عليه بالتهنئة، رغم غياب الناس، إلا أنه مازال مصرا على الاحتفال بعيد ميلاده، حتى و إن احتفل وحده

رغم أن أحدا لم يذكره من سنوات، رغم أن أقرب الأشخاص إليه ضنوا عليه بالتهنئة، رغم غياب الناس، إلا أنه مازال مصرا على الاحتفال بعيد ميلاده، حتى و إن احتفل وحده

أحضر الشمع و قبل أن يضعه في وسط الكعكة، تسائل ترى ما السر وراء حرق الشموع في عيد الميلاد، هل ترمز كل شمعة لسنة من سنوات عمره الماضية، هل تذكره أن عمره احترق كالشمعة فلم يبق منه شيئا، أم لتذكره أنه أفنى عمره من أجل غيره ولم يعد عليه ذلك بشيء سوى الاحتراق
تأمل الشمعات كثيرا، إن كانت ترمز لاحتراقه، فقد مضى زمن الاحتراق، مضى زمن العيش للغير، الآتي له و العمر الباقي سيعيشه لنفسه، لذا لن يحرق الشمعات
وإن كانت ترمز لسنوات عمره، فربما لا تستحق جميعها أن تحترق، حتى و إن مضت الأيام، بقي له ما يستحق أن يذكره، بقي له ما عاش و ما أحب و ما تعلم. لا لن يحرق تلك الشمعات
لقد مضى من عمره مايكفي، ضعف ما يكفي، حزن ما يكفي، بكى ما يكفي، لم يبق له ما يضيعه. لن يحرق نفسه مرة أخرى، لن يحرق تلك الشمعات، سيبدلها بالورد. نعم سيملأ كعكته بالورد، سيحتفل بنفسه، و يحتفل بعمره، و يحتفل بحياته، فليذهب الآخرون إلى الجحيم و ليعش هو

Friday, March 12, 2010

لسه بخاف

أيوه أنا لسه لحد الوقتي بخاف م الضلمه
و لسه بشوف البيت بالليل مليان عفاريت
لسه بسد وداني
و اداري عنيا ف حضن سريري
و لسه لحد الوقتي بشوف كوابيس

أيوه أنا لسه لحد الوقتي بخاف م الناس
بخاف من نظرة عينهم ليا
و أخاف من صوتهم
و أخاف لو حاول حد يقرب مني
أخاف من فعله، و أخاف من ردة فعلي
ولسه لحد الوقتي بلاقي خدودي تجيب ألوان

أيوه أنا لسه لحد الوقتي بخاف م الدنيا
و أخاف من نفسي
و أخاف من أي غريب عن عيني
أخاف م الجاي و م المجهول
و أخاف من بكره و أخاف من بعده
و هفضل طول أيامي أخاف