Monday, March 5, 2012

وش القهوة


كل أمّا أعمل فنجان قهوة، يطلع وش القهوة حزين
حتى أمّا عملت القهوة بوشّين
كان نفسي أعمل فيهم وش بيضحك
طلعوا الوشين أحزن من بعض

Sunday, March 4, 2012

لقاء - النسخة العاميّة


مش عارف ايه اللي فكره بيها دلوقتي، بعد ما كان نساها وخلاص بدأ يتعود على إنه يعيش من غيرها ويتعود إنها ماتبقاش موجودة في حياته، بعد ما كان خلاص بدأ يفكر في نفسه وفي حياته وف اللي حواليه، رجعت هي بكل عنفها وعنفوانها وسطوتها عشان تسيطر عليه وعلى أفكاره من تاني وكالعادة.
إحساس غريب خلاه يقلب في درج الورق القديم بتاعه عشان يطلعها من وسط الجوابات والورق والرسومات اللي بالرصاص واستكتشات الشخبطة، من جوا الدوسيه اللي من بعد ما كان كل حياته حلف ما هيفتحه تاني طول ما هو عايش، عشان يطلع تذكرة القطر اللي فاته من تلات سنين.
لسه فاكر اليوم دا بحذافيره، يومها كان حاسس إن كل حاجة كانت ماشية ضده، المنبه اللي وقع على الأرض ووقعت منه البطارية فمارنش، القميص الوحيد النضيف اللي كوباية اللبن طارت 3 متر في الهوا عشان تقع عليه، البنطلون الأسود الجديد اتقطع من قبل حتى ما يلبسه، الموبايل اللي –لأول مرة في حياته- نسى يشحنه قبل ما ينام ففصل شحن، حتى ولحد القطر اللي فاته ومالحقهوش عشان راح يستنى على الرصيف الغلط، كل الحاجة في اليوم دا كانت ماشية غلط.
مايعرفش إنها فضلت يومها مستنياه زي ما قالها لكنه ماجاش. ومايعرفش إنها بردو لسه بتفتح درج الورق القديم بتاعها وبتطلع فاتورة الحساب، فاتورة حساب القهوة اللي شربتها لوحدها في الكافيه اللي قعدت فيها لوحدها، لأنه ماجاش. مايعرفش إنها بتفضل تراجع الفاتورة عشان تتأكد إنها راحت المكان اللي اتفقوا عليه، في اليوم اللي اتفقوا عليه، في المعاد اللي اتفقوا عليه، لكنه ما راحش .
من بعدها ماعرفش ايه اللي حصلها وما عرفش يوصلها تاني لكنه كان متوقع إنها خلاص اتجوزت ابن عمها زي ما كان أبوها عايز عشان كدا ماحاولش يتصل بيها تاني .
من بعدها هي ما تعرفش إيه أحواله وإيه ظروفه وفين أراضيه، لكنها كانت متوقعة إنه رجع في كلامه وقرر مايروحش وفضل إنه يسافر ويكمل مشواره لوحده، على إنه يشيل مسئوليتها وتبقى حمل تقيل على كتفه، عشان كدا ما حاولتش تتصل بيه تاني .
هما الاتنين ماحاولوش يتصلوا ببعض تاني لكن فضلت أرواحهم مربوطة بمعاد اتخططله من تلات سنين لكنه ماحصلش

لقاء

لا يدري ما الذي ذكره بها الآن بعد كل هذا الوقت، بعد أن نجح مؤخراً في التعود على غيابها وتصديق أنها لم تعُد جزءاً من حياته كما كانت في السابق وأصبحت مُلكاً لرجلٍ آخر . بعد أن كان قد تخلّص من ذكراها وبدأ في إعادة التفكير في نفسه وحياته ومحيطه ودائرته الذاتية المُغلقة، فإذا بها تعود بكل عنفوانها وسيطرتها وسطوتها القديمة لتستحوذ على كيانه من جديد .
لا يدري ما الذي دفعه لإعادة فتح تلك الحقيبة التي يوم نجح في غلقها بصعوبة أقسم ألّا يقترب منها ثانية، فإذا به يعيد فتحها وإفراغ محتوياتها بكامل إرادته. من بين كل الأوراق والهوامش والمسودّات والقصائد عير المنتهية، كان يبحث عن ورقة بعينها، وجدها في الجيب الصغير الذي وضعها فيه بعناية، إنها تذكرة القطار الذي لم يلحق به منذ ثلاث سنوات .
مازال يذكر ذلك اليوم كأنه البارحة؛ يومها كان كل شيءٍ يحدث عكس ما أراد – كأن الأقدار أبت لحلمهما أن يكتمل، فكانت مشيئة الله ضد مشيئتيهما-. يذكر كيف استيقظ متأخراً عن ميعاده المعتاد بساعة كاملة -لأن المُنبِّه سقط الأرض مُتحطماً أثناء نومه-، كيف طار فنجان القهوة من يد أخاه الصغير قاطعاً ثلاثة أمتار في الهواء، ليُلطخ قميصه ببقعة لم ينجح في تنظيفها بسهولة، كيف تمزق بنطاله الأسود الجديد حتى قبل أن يرتديه، كيف –ولأول مرة في حياته- نسي أن يشحن بطارية هاتفه المحمول قبل أن ينام، وكيف فاته القطار –لأنه وبكل حماقة- وصعد على متن القطار الخطأ.
لم يُدرك أنها في الوقت ذاته كانت تتأمل تلك الفاتورة القابعة في أسفل أحد أدراج المكتب –بين القصاصات والأوراق والخطابات والاسكتشات الغير مُكتملة- . فاتورة حساب قهوتها التي احتستها باردة وحدها، في المقهى الذي جلست فيه وحدها، وحدها لأنه لم يأتِ. لم يُدرك أنها تتفحص تلك الفاتورة الصغيرة -بشكلٍ شبه يوميّ- لتتأكد أنها انتظره في المكان الذي اتفقا عليه، واليوم الذي اتفقا عليه، والوقت الذي اتفقا عليا، انتظرته ولكنه لم يأتِ .
لم يحاول الاتصال بها من بعد ذلك اليوم لظنّه أنها ربما لم تكن تنتظره يومها وأنها حتماً استجابت لضغوطات والدها وتزوجت من ابن عمّها في اليوم التالي .
 لم تحاول بعدها الاتصال به ظناً منها أنه قد عدل عن رأيه وفضّل السفر إلى الخارج على البقاء معها ومحاربة الواقع من أجلها –كما كان يعدها دوماً-.
لم يُحاول أحدهما الاتصال بالآخر مرة أخرى وإن بقيت حياتيهما معلقتين بلقاءٍ على المقهى خُطط له منذ ثلاث سنواتٍ لكنّه لم يتم .