Thursday, January 27, 2011

والدي العزيز .. من فضلك لا تدعي الوطنية

النوت دي أنا بوجهها في الأساس لبابا ولكل الآباء والأمهات وكل الناس اللي بيمنعوا أهلهم وقرايبهم من النزول للشارع والمشاركة في الثورة

لكل الناس اللي لسه لحد دلوقتي بترفض إنها ترفض تاخد تحرك إيجابي

لكل الناس اللي كل اللي بيعملوه هو الاكتفاء بالمشاهدة والفرجة وإبداء التعاطف بينه وبين نفسه

لكل الناس دي بقولهم أنتم أسوأ من الناس الجهلة

أسوأ من الناس المغيبة اللي لحد دلوقتي لسه مايعرفوش إن البلد فيها ثورة

أسوأ من الناس اللي مش دارية بحاجة ولا كأنهم عايشين في البلد

أنا لو كنت ممكن ألتمسلهم العذر بجهلهم أو قلة ثقافتهم فأنا أقول عليك ايه؟

أنت المفروض مثقف والمفروض عارف حقك لأ وأكتر من كده أنت عارف ايه اللي بيحصل في البلد ومتابع كل حاجة باللحظة

أنت حتى أسوأ من الموالين للنظام وأسوأ من رجالة النظام نفسهم، هما ممكن بيقولوا تهمنا مصلحة البلد لكن بيدوروا على مصلحة شخصية، إنما أنت بتدور على ايه وبتشتغل عشان مصلحة ايه ومصلحة مين؟

أنا عارف إنك حجتك إنك خايف علينا أو إنك عايز مصلحتنا، طيب والبلد دي مش بلدنا؟ الثورة دي معمولة ليه ولمصلحة مين؟ ما هي دي مصلحتنا برده ودي بلدنا برده

عارف لو قلتلي أنا ضد الثورة وضد اللي بيحصل أنا هسكت ومش هتكلم معاك أساساً، لأنك على الأقل وقتها هتبقى أخدت جانب مافضلتش عايم كده لا طعم ولا لون ولا رأي ولا صوت

إنما أنت عارف ومع كده فضلت تسكت، عرفت الحق وماساندتوش، عرفت ايه الصح وماعملتوش، أنا آسف إني أقولك كده ولكنك فعلاً شيطان أخرس

أنا يؤسفني أقولك من فضلك لا تدّعي الوطنية

من فضلك ما تتابعش الأبخار وكل شوية تيجي تسألني ايه آخر الأحداث والمظاهرات

من فضلك ماتتأثرش قوي بصور المتظاهرين وفيديوهات التظاهر

من فضلك ماتعيطش لما أقرألك شهادة عمرو سلامة عن الضرب والاعتقال والبهدلة اللي حصلتله يوم 25 يناير

من فضلك ماتتمزجش قوي وأنا بقرألك النوت بتاعت أحمد العسيلي عن يوم التحرير وماتفضلش تقولي أنا قلت كده أنا عملت الكلام ده

من فضلك ماتدنيش محاضرات بعد كده عن الحق والعدالة والخير ومن فضلك ما تدعيش الوطنية ولا تدعي حب الوطن لأنك أثبت إن كل علاقتك بالحاجات دي هو الكلام مش أكتر

من فضلك ما تنفعلش قوي لما أتهمك بالتخاذل وتقوم تزعق وتقولي أنا أكتر وطنية من الناس اللي نزلوا الشارع، الوطنية يا بابا ماتنفعش من تحت البطانية

من فضلك لا تدّعي الوطنية

بس في الحقيقة أنا أسوأ منك

وأنا كمان لن أدّعي الوطنية

ولن أدّعي إني بحب البلد وإني مع الثورة

أنا أقل من كل الناس اللي شاركوا وأقل من كل الناس اللي نزلوا، أقل منهم لأني جبان

الناس ماخافوش على نفسهم ولا على أرواحهم وهما بيواجهوا العساكر والمدرعات وقنابل الغاز ومدافع المية

ماخافوش لما قرروا ينزلوا ويضحوا عشان خاطر الناس وعشان خاطر البلد

ما خافوش لما قرروا الثورة على الحكومة والنظام والفساد في البلد

إنما أنا خفت منك وخفت من مواجهتك وخفت إني أعبر عن رأيي وإني أوصل صوتي

أنا بكرة هحاول أنزل وهحاول أكون مع الناس، بكرة هحاول لأول مرة في حياتي أحس إني بني وبكرة هحاول أبطل أخاف

هحاول

Egyptian Revolution Jan 25th 2011 - Take what's Yours!



"Our objective is complete freedom, justice and equality by any means necessary."

Malcolm X

Monday, January 17, 2011

شعرة بيضاء


أنهت وضع مساحيق التجميل على وجهها وهمت بالقيام ولكن أفزعها منظر تلك الشعرة البيضاء الصغيرة في جانب رأسها الأيمن، همّت بانتزاعها –كما فعلت مع مثيلاتها من قبل- ولكن شيئاً ما منعها من ذلك. شعور داخليّ انتابها فجأة جعلها تتطلع للمرآة في ذهول. راحت تتأمل ملامح وجهها، تلك الخطوط الصغيرة الآخذة في الظهور، ذلك الإرهاق المزمن الواضح عليها، تلك الهالات السوداء حول عينيها .

لم تلتفت يوماً لبشرتها الآخذة في التشقق، ولا للتجاويف الدقيقة التي تحيط بكل أعضاء وجهها، ولا للشعرات البيضاء الآخذة في الظهور تباعاً، كانت فقط تغض طرفها وتغطي ذلك بمساحيق التجميل. حتى قلة زبائنها المعتادين وعزوفهم عن المرور على الناصية التي اعتادوا التسكع حولها، كانت تبرر ذلك بقلة الأموال أو ضعف الرغبة لدى الرجال بسبب ظروف البلد أو ما شابه . لكن الحقيقة الآن أصبحت أشرس من أي مخلوق رأته يوماً في كوابيسها العديدة، الحقيقة الآن أصبحت لا مفر منها. الأموال لم تنفذ لدى الزبائن، والرغبة لدى الرجال لم تكن أكثر سعاراً منها الآن، لكنه الزمن  جار عليها وفعل بها أفاعيله، لقد كبرت في السن وظهر من يفقنها جمالاً وصباً .

هل حانت اللحظة التي طالما قتلت محاولات التفكير فيها، هل حان الوقت لكي تترك ناصيتها المعتادة وتلتزم بيتها، هل حان الوقت لكي تعتزل الرجال وكل ما يذكرها بهم. ربما ستعتكف في بيتها، وستتوب إلى الله وترتدي الحجاب أو ربما تنتقب ، وستلتزم بالصلاة وما شابه، ستغير مكان إقامتها وتسافر للحج، ربما أيضاً تبني مسجداً أو داراً للأيتام . ربما هذه هي إشارة السماء لها بأن تتوقف عن كل ما تفعله وتبدأ في الاتجاه إلى الطريق الذي يقولون أنه الصحيح .

ربما قد تفعل هذا كله، لكنها حقاً لم تتمنَ التوبة من قبل، في الماضي كانت دوماً تحدث نفسها أنها محظوظة وأن الله يحبها وأنه لن يتركها في طريق الضلال إلى النهاية. لكنها بمرور الوقت تشاغلت عن تلك الفكرة مع ما تناسته من الأفكار والأشخاص والعواطف. أصبحت الآن تدرك أن أمثالها لا مثيل لهم سوى الاحتراق .

أمسكت بهاتفها وطلبت رقم ذلك الداعية المعروف، عندما أجابها أرادت أن تبكِ، أن تحكي له عن قصتها وأن تشرح له عمّا تعانيه، لكنها لم تشعر حقاً بالخشوع فاكتفت بأن طلبت منه الدعاء. انتزعت الشعرة البيضاء في سرعة، أحكمت ارتداء ملابسها وفي هدوء انطلقت إلى ناصيتها المعتادة .

Wednesday, January 12, 2011

ضحكة صفرا



أنا واثق فيكي
يمكن أكتر مانا واثق فيا
أنا واثق فيكي وواثق إنك مش ديه

البسمة الباهتة على شفايفك
الكلمة الساكتة على لسانك
الحلم المخنوق جواكي
واللمعة المطفية ف عينك

أنا واثق إن دي مش أنتي
مش دي ملامحك
ولا ده صوتك
ولا دي الألوان اللي ف روحك
ولا دي عنيكي

بصراحة الضحكة الصفرا مابتليقش عليكي

Friday, January 7, 2011

أمل


"غداً سيختلف بالتأكيد"
ظل يردد تلك الجملة قبيل نومه -كما اعتاد دوماً- حتى تشبعت بها روحه وأوشك على تصديقها 
في الصباح استيقظ -كعادته- قبل أن ينطلق جرس المنبه بدقيقتين، لا يعلم حقا ما الذي يوقظه في هذا التوقيت، حاول مراراً أن يغير ميقاتي المنبه لكنه دوماً يستيقظ قبل انطلاقه بدقيقتين 
ينهض من فراشه متكاسلاً، يفتح نافذته على مصراعيها داعياً أشعة الشمس للدخول لكنها أبداً لا تفلح في تجاوز البناء الضخم المواجه له. رغم علمه أن كل ما سيدخل من نافذته هو الظل والغبار، وأن أشعة الشمس لن تخترق البناء المواجه، إلا أنه مازال يحلم بنجاح أحد الأشعة في التسلل إلى نافذته وقتل الظلال داخل روحه. 
 بعد دقائق الانتظار  يدرك أن الشمس –مثلها مثل باقي المخلوقات- تضن عليه هي الأخرى، وأنه ليس مقدراً له أن يشعر ببعض الدفء أو أن تداعب قلبه الفرحة بالنور، فيغلق نافذته في صمت. يرتشف فنجان القهوة الصباحية على عجل، يرتدي زيه الرسمي، يرسم على وجهه ابتسامةً يحاول جاهداً ألا تبدو مصطنعة، وينطلق في رحلته اليومية. 
يعود إلى غرفته قبيل انتصاف الليل، يغلق بابها في إحكام ويحاول فتح أبواب روحه الموصدة، يحاول الاستسلام لِذاتِه، يحاول أن يخرج بعض مما يتراكم داخله من الانفعالات والرغبات والصرخات والألم، لكن ذاته التي ألجمها طوال النهار رفضت أن تطاوعه وفضلت الانزواء في إحدى الأركان المظلمة داخل تجاويفه –وما أكثرها-. يضبط ميقاتي المنبه آملاً ألا يستيقظ قبل ميعاده بدقيقتين، يستوي على فراشه الصغير عاقداً محملقاً في تكوينات الرطوبة أعلى سريره. يُقرّر أن ينام الليل مُنبسطاً على ظهره، فاتحاً ذراعيه للا شيء، لكنه سريعاً ما يتراجع عن الفكرة –بفعل البرد أو بفعل الخوف، أو في الأغلب كليهما معاً- ينقلب على جانبه الأيسر، يضمّ ركبتيه إليى صدره ويحوطهما بذراعيه –علّه يوهم ذاته أن هناك من يحتضنه فترُدُّ عليه ببعض الأُلفة-. يُغلق عينيه وأذنيه ويكتُم أنفاسه في محاولة للقضاء على فوضى الأصداء المتداخلة داخل رأسه، أخيراً ينجح في التركيز على الصدى الصوت الوحيد الذي يريد أن يُصدّقه
 "غداً سيختلف بالتأكيد"