Friday, January 1, 2010

نافورة

من حوالي 13 أو14 سنة، بابا كان أياميها بيعمل حملة تجميل في بيتنا، في وسط الحملة دي قرر إنه يعمل عندنا في الجنينة بتاعتنا نافورة
كانت النافورة بالنسبة لينا حاجة بنشوفها في الأفلام و المسلسلات و كانت حاجة أكيد جديدة علينا إحنا نفسنا
و كانت حاجة أكتر من جديدة على أهل البلد عندنا، لدرجة إن كان الناس كلها بتحكي و تتحاكى عنها، و كان كل عيال البلد بييجوا يتفرجوا عليها و هي شغالة، باختصار كانت النافورة فكرة ثورية من أفكار بابا الكتيييييييييير


بابا لما بدأوا في تنفيذ النافورة، كان قدامه حلين إما إنه يجيب نافورة رخام جاهزة، بس قالوا إنها صعب تيجي بالحجم اللي هو عايزه و هتكون غالية قوي، فبابا اتجه للحل التاني وهو إن النافورة تتعمل عندنا
النافورة اتعملت من السيراميك و القيشاني اللبني، مش عارف كان ليه اللون ده بس كان لون جميل، أكيد كان تصميمها و تنفيذها مش باحترافية قوي لكن كانت شغالة
كانت النافورة عبارة عن حوض كبييييير و فوقه 3 طبقات، كل طبقة كانت أصغر من اللي تحتها، كان الحوض فيه كشافات ألوانها أحمر و أزرق و أخضر
و كانت الميه بتشتغل في النافورة عن طريق نظام داخلي بيعتمد على ماتور عادي للسحب و الضخ، و كانت الميه بتتخزن في الحوض و بتطلع عن طريقة فتحات صغيرة كتييرة قوي على الطبقات التلاته


في الأول كانت النافورة لما بتشتغل بتدي شكل جميل قوي و بتعمل جو رائع فعلاً، و كنا بنشغلها على طول و كنا بنهتم بيها جداً
كنا دايماً بنروح نلعب في الميّه اللي فيها و ياما اضربنا و اتزعقلنا بسببها
مع الوقت بدأ ولعنا بالنافورة يقل، و بطلنا نشغلها و بطلنا نملاها بالميّه، لكن كنا دايماً بنحب منظرها و نحب نلعب عندها
لكن مع الوقت برده، بدأ الشجر اللي حواليها يكبر و فروعه تكتر، و بدأت النافورة تختفي وسط الشجر بالتدريج، أكيد ماختفتش يعني لكن كل الاهتمام اللي كان بيها اختفى
إنهارده الصبح و أنا خارج من البيت رايح أصلي مالقيتش النافورة، لقيت بابا كسرها و شال الشجر اللي حواليها، و لقيتها اختفت للأسف و مش عارف هو ناوي يعمل ايه مكانها


أنا عارف إن النافورة مكانتش جزء مهم في حياتي في الفترة الأخيرة، و لا كانت من الحاجات المحببة ليا
لكن لما اختفت حسيت إن في حته من ذكرياتي راحت، حسيت إني فقدت حاجة كنت بحبها
بس للأسف النافورة زيها زي أي حاجة حلوة في حياتنا، بتختفي مع الوقت

No comments:

Post a Comment