Wednesday, December 29, 2010

برد

أعشق الصباحات الشتوية الممطرة، أشعة الشمس التي تجاهد كي تخترق الغيوم الرمادية راسمة أبدع لوحات الطبيعة .
نسيم الصباح المشتد المتحوّل إلى تيار هوائي جارف يؤرجح كل شيء، يتلاعب بكل شيء، يتحكم في كل شيء، بدءاً من الأوراق المتناثرة في الشارع إلى الأشجار الثابتة على جانبيّ الطريق. أعشق مشهد الأشجار المتراقصة، وإن كنت أشفق عليها من شدة الميل؛ فلا هي تصل إلى الطريق فتتوه في زحام التائهين، ولا هي تصل إلى صفحة الماء فتمتزج مع التيار.
الطرقات الآن شبه فارغة، أفتح ذراعي على أشدهما سامحاً للهواء بمداعبة كل خلايا جسدي المنهكة، الرذاذ الخفيف المتساقط يلامس روحي فيطهرها من كل خطيئة، أنا الآن أمتلك العالم. يشتد تساقط الرذاذ فيتحول إلى مطر، الآن الشارع خالٍ من كل حياة إلا بعض الحيوانات الضعيفة الباحثة عن الدفء، أحكم إغلاق معطفي وأسرع الخطو إلى المنزل، أنا أيضا أبحث عن الدفء.
أصل إلى المنزل بعد انتهاء نوبة الفرحة السماوية، أغير ملابسي المبتلة، أعد كوباً من القهوة، أفتح المذياع ينطلق صوت الملك منير "دحرج حلمه وألمه واسمه، دارى عيون عايزين يبتسموا". ربما منذ قليل كانت تلك حالتي بالظبط، لكنّي الآن لا أريد مواراة الفرحة داخلي، ليس بعد الآن.
ألقي بنفسي تحت الأغطية الثقيلة، أحاول البحث عن قليلٍ من الدفء بشتى الطرق، لكم أحب الصباحات الشتوية، لكن أكره شعوري الدائم بالبرد

1 comment:

  1. "لكم أحب الصباحات الشتوية، لكن أكره شعوري الدائم بالبرد"

    وانا كمان

    عجبني بساطة اللغة جدا

    ReplyDelete