Saturday, March 21, 2009

بعيداً أطير

بعيداً أطير
كُلُّ عامٍ وأنتَ بخير….
كُلُّ عامِ يمُر…
تأتي إليكَ الهدايا…
وتُهدى الأماني…
ويُنسجُ حُلوُ الكلام
يمُرُّ عليكَ الصِحاب
يقولون أَبْشِرْ….
فقد صِرتَ رجُلاً بِحَقْ
تشُقُ الحياةَ بقلبٍ كبير ….
وصدرٍ رحيب ….
وعقلٍ يُريدُ الوصول
فتكسِرُ كُلَّ القيودِ تِباعاً
وتأملُ في أن تُجيدَ العبور….
ولكن تَمَهَلْ … !
فليس العبور مُباحاً
وليس الخروجُ مُتاحاً .... لمن داومَ النوم والانتظار
وأتقنَ كُلَّ فنون السكينة......
تَمَهَلْ قليلاً ....
لعل الوجود يراكَ كما كُنتَ دوماً
وليس كما صِرتَ بعد البلوغ ...
كئيباً ...
مُمِلاً ...
مقيت ...
وعُمرك عشرون عاماً يزيد اثنتين
تَمَهَلْ صغيري ...
لعل الوجود يراكَ سعيداً
صبياً تُزاولُ لعِبَ الصغار ...
وتحفظُ كُلَّ أغاني الربيع ...
وتعرفُ سرَّ الوجود جميعاً
وسر البقاء....
أمازِلتَ تكرهُ شُرب الدواء؟؟
وتُدركُ أنَّ الرجولةَ حقاً....
نقيضُ البُكاء ...!
أمازِلتَ تعدو وحيداً...
تُطاردُ كُلَّ فراشِ المدينة ...
وتقفزُ خلف الجِراء...
أمازِلتَ تلهو؟؟
وتصعدُ فوق الجِدارِ القديم...
تنظُرُ نَحوَ السماء....
ترفعُ للكَوْنِ رأسك....
وتقفزُ نحو الفضاء ...!!
تُحاولُ فرد الذراع الصغير...
تُحلّقُ مثل الطيور ....!
ولكنّ هيهات يحدُث .....
فتسقُط سريعاً....
ويضحكُ كُلُّ الحُضور ...!
فتمضي وحيداً...
وتُخبِر أخاكَ الصغير
سيأتي زمانٌ يراني الجَميعُ ....
بعيداً أطير ...........!!!!!!
*************
كبُرتَ فتاي....
فقدتَ النتوءَ المُمَيّزَ لك ...
ولمعةَ عينيّك حين استطعت الصعود ...
وضحكةَ قلبِكَ حين سقطتْ ....!!
فقدتَ معاني البراءة ....
وأدمنتَ فِعلَ البُكاء
ولكن أجِبني.....
أمازِلتَ تُؤمنُ أنّكَ يوماً
ستخرُجُ من ضيقِ هذا المكان...
ومن ضعفِ هذا الكيان...
تُحلقُ فوق الوجودِ الكئيب
وتسمو لأعلى...
لترحلَ وقت المغيب ...!
أمازِلتَ –طفلي- بعيداً تطير؟
أمازِلتَ تحلُم؟
صغيري .... كبيراً تصير
جسدك يثقُل...
ويُصبحُ حِملاً عليك...
وقلبك ما عاد يُملأ بالانتشاء
وحُلمك صار استحالة ....!
صغيري ...
ستُملأُ روحكَ هماً...
وتمضي بيومِكَ مثل الكبار
وفي مثل يومٍ كهذا ...
تُجنّبُ نفسَكَ كل الوجوهِ الفتيّة
لعلك ترجعُ طفلاً...بعيداً يطير
Ahmed Mohamed El-Saeed
11/2/2009

No comments:

Post a Comment