Sunday, May 16, 2010

ولكنكم لا تؤمنون





شكراً للصديقة العزيزة دينا حسين المغربي على اقتراح العنوان



لم يكن باستطاعة أحدنا أن يتوقع مجيء  هذا اليوم، لم نكن في انتظاره ولم نتأهب له. لم يخطر على بال أحدنا، لو أخبرنا أحدهم أن هذا اليوم سيأتي، لاتهمناه بالجنون بل ولرجمناه كسحرة عصور الظلام. لكن هاهو اليوم قد أتى وحدث ما لاف يمكن تصديقه، ولكن ربما تكون الحقيقة أغرب مما نتصور
بدأ اليوم بصمت مريب، لا الديكة صاحت ولا العصافير طارت ولا الحيوانات نشطت حتى الأزهار على الشرفات غاب عنها كل مظهر للحياة، كل شيء يوحي بأنها لم تظهر بعد.
جارتنا الصغيرة كانت أول من لاحظت غيابها، عندما نهضت من نومها وفتحت شباكها لتلقي عليها تحية الصباح -كعادتها دوما- لكنها لم تجدها. نادتني بصوتها المتهدج و دقت على بابي في عنف رغم صغر يدها ودقة أناملها. استقبلتها في بشر، فوجدتها ترتجف بشدة وسألتني "هي راحت فين، مجاتش ليه إنهارده؟"
في البداية لم أفهم ما عنته، ولكن حين نظرت إلى الخارج، ظننت أني مازلت أحلم -أو هكذا تمنيت- ولكن حين نظرت ثانية، لم أحتج إلى كثير من الفطنة لأدرك أن الشمس لم تشرق اليوم وأن النور قد اختفى . حاولت تهدئة الصغيرة، حاولت طمأنتها أو التسرية عنها، ولكني فشلت. لم أقو على استيعاب ما حدث. أخذت أناملها الصغيرة في يدي، واتجهنا إلى حديقة الأزهار حيث تسكن حكيمة قريتنا و أكبر أهلها سنا.
حين وصلنا إلى ساحة الحديقة، وجدنا كل سكان القرية و القرى المجاورة. الكل مجتمع، الكل خائف، الكل مذهول، لا يبدو و كأن أحدنا يصدق ما حدث، لا يبدو و كأننا نعي ما حدث. حين خرجت إلينا الحكيمة، تطلعنا نحوها في صمت، لم يجرؤ أحدنا أن ينطق -أو ربما لم نجد ما نقوله-. تطلعت الحكيمة نحونا في أسى ثم قالت "ما حدث اليوم، حدث من قبل، و سيحدث دوما. الشمس لن تطلع إلا إن أحببناها، النور لن يأتينا إلا لو صدقناه، الفرحة لن ترجع و الحياة ستنتهي إن لم نطلبها"
"
ولكننا نحب الشمس ونطلب النور ونريد الحياة"
"ولكنكم لا تؤمنون، لو آمنتم بحق لما قضيتم أعماركم في الانتظار، لو آمنتم بالفرحة لصنعتموها، لو آمنتم بالحياة لاستمتعتم بها، لو آمنتم بالنور لأخرجتموه إلى العالم ، لو آمنتم بالشمس لأشرقت من قلوبكم " .

No comments:

Post a Comment