Monday, April 11, 2011

مساحة شاسعة من اللاشيء


للدنيا وللغرباء وللقدر الذي مازال لا يتقن الابتسام .. ولها


بالأمس حلمت بأني أسكن الخلاء بلا أثر للحداثة أو مظهر للحياة، فقط مساحة شاسعة من الصمت الصحراوي الناصع الصفار. ربما قليل من اللون الأخضر هنا أو هناك لن يضر -طالما سيظل أقلية صامتة-
منزه عن كل عيب، مطهر من كل خطيئة، كامل من كل نقص، أصفى من الحزن، وأكبر من الحياة ذاتها، وحيدا لا يؤرق وحدتي شيء، لا يتطفل على حيز وجودي كائن آخر ولا يحيط بفراغي الخاص أي شيء، فقط فضاء غير متناه من اللاشيء. لا كائنات ولا جمادات، لا جميل ولا قبيح، لا جيد ولا سيء، لا حلال ولا حرام، لا متاح ولا ممنوع، لا ممكن ولا مستحيل. لا شيء، فقط لاشيء
هكذا حلمت أن أموت أيضا، لا أريد أن أدفن في كفن -الفضاء اللامتناهي لم يسعن حين امتلكته، كيف يسعني كفن ليس لي- أريد أن أترك فوق سطح الأرض يتبخر معظم جسدي، تتلاشى كل الأعضاء التي طالما أرهقتني، كل الأجزاء التي فشلت في احتوائي تذهب جفاء، وأما ما ينفع الروح يمكث في الأرض
ربما يختلط قليل مني برمال الصحراء التي تحتويني -كرد للجميل ليس إلا- لكن الجزء الأكبر مما يتبقى من جسدي يتحول إلى بذور تحملها ريح الصحراء الشرقية إلى بلد ميت، فأنبت فيه مرة أخرى وأعيد دورتي في الفراغ، أو ينبت قوم آخرون قد لا يشبهوني في شيئ إلا في امتلاكهم قطعا تشبه مساحتي الشاسعة من اللاشيء

No comments:

Post a Comment