Sunday, October 17, 2010

فلسفة الهزيمة





رغم ابتسامة الظفر على شفتيه واختلاجة النشوة في جوفه، إلا أنه يدرك جيدا أن الهزيمة حتمية وأن النهاية أقرب مما يعتقد 

لم أستطع يوماً أن أفهم فلسفته في عشق الهزيمة، هو يهوى المعارك الخاسرة، يخوضها بكامل إرادته، يقاتل بكل شجاعة وحنكة وشراسة .... ولكنه دوماً ينهزم 

إن كان لا يدرك حتمية الهزيمة في كل معاركه فهو أعمى لا يرى عواقب أفعاله وأنا لم أعتده ذلك أبداً. وإن كان يراها ويصر على الشروع في القتال فهو إما مجنون لا يعي ما يفعل، وإما مغامر مغوار يسعى لإثبات شيء ما 

هو ليس ك دون كيشوت أو شيء من هذا القبيل، أعرف جيداً أنه لا يسعى خلف مجد زائف ولا يرغب في تسجيل اسمه بين النبلاء. لكنه يعشق الخطر، ويهوى اقتحامه، ربما دفقات الأدرينالين في عروقه تخلق له شعورا بالانتشاء

هو أقرب إلى سندباد -ذلك الذي أفنى حياته في الارتحال، لكنه أبداً لا يصل- كذلك هو يفني حياته في القتال، ولكنه أبداً لا ينتصر. بالتأكيد لديه فلسفة ما، شيء ما يدفعه لذلك، شيء أكبر من النصر ومن الهزيمة وأكبر من المعركة ذاتها، شيء يراه هو أكبر من الحياة

No comments:

Post a Comment