Monday, March 15, 2010

شمعة

انتهى من تعليق الزينات على الحوائط، أنهى ترتيب كل شيء، ألقى نظرة سريعة على صالة منزله، كل شيء معد تماما للاحتفال

انطلق إلى غرفته وأخرج أفضل ثيابه و ارتداها، فقط بضع رشات من عطره المفضل و يصبح هو أيضا في أفضل صورة و في أتم استعداد

أخرج من ثلاجته الكعكة التي اشتراها باكرا، أحضر سكينه، طبقا واحدا و شوكة واحدة و وضعها جميعا على منضدته، الآن أصبح كل شيء جاهزا

رغم أن أحدا لم يذكره من سنوات، رغم أن أقرب أقربائه ضنوا عليه بالتهنئة، رغم غياب الناس، إلا أنه مازال مصرا على الاحتفال بعيد ميلاده، حتى و إن احتفل وحده

رغم أن أحدا لم يذكره من سنوات، رغم أن أقرب الأشخاص إليه ضنوا عليه بالتهنئة، رغم غياب الناس، إلا أنه مازال مصرا على الاحتفال بعيد ميلاده، حتى و إن احتفل وحده

أحضر الشمع و قبل أن يضعه في وسط الكعكة، تسائل ترى ما السر وراء حرق الشموع في عيد الميلاد، هل ترمز كل شمعة لسنة من سنوات عمره الماضية، هل تذكره أن عمره احترق كالشمعة فلم يبق منه شيئا، أم لتذكره أنه أفنى عمره من أجل غيره ولم يعد عليه ذلك بشيء سوى الاحتراق
تأمل الشمعات كثيرا، إن كانت ترمز لاحتراقه، فقد مضى زمن الاحتراق، مضى زمن العيش للغير، الآتي له و العمر الباقي سيعيشه لنفسه، لذا لن يحرق الشمعات
وإن كانت ترمز لسنوات عمره، فربما لا تستحق جميعها أن تحترق، حتى و إن مضت الأيام، بقي له ما يستحق أن يذكره، بقي له ما عاش و ما أحب و ما تعلم. لا لن يحرق تلك الشمعات
لقد مضى من عمره مايكفي، ضعف ما يكفي، حزن ما يكفي، بكى ما يكفي، لم يبق له ما يضيعه. لن يحرق نفسه مرة أخرى، لن يحرق تلك الشمعات، سيبدلها بالورد. نعم سيملأ كعكته بالورد، سيحتفل بنفسه، و يحتفل بعمره، و يحتفل بحياته، فليذهب الآخرون إلى الجحيم و ليعش هو

No comments:

Post a Comment